نعجب من الناس كيف يزوجون بناتهم من أهل البدع والضلال ، والانحراف ، بل ومن أهل الزندقة والكفر ، ولكن عجبنا يزول إذا علمنا جهل الناس بهذه العقائد الضالة ، وبمخالفتها لاعتقاد أهل السنَّة والجماعة ، وعجبنا يزول أيضاً إذا علمنا فتاوى الجهل والضلال المنتشرة بين الناس لا من المميعين الذين يجوزون تزوج السنيَّة من صوفي ، أو شيعي : بل من الزنادقة الذين يلبسون لباس الدِّين والفتوى والذين أباحوا تزوج المسلمة من كافر !
والداء العضال
هنا : أن الناس مع الجهل بأمر دينهم ، والاستهانة بشرائع الإسلام ، ليس لهم كبير عناية
بشأن الزوج والخاطب : أن يسألوا عن دينه ويتحروا عنه ؛ بل جل اهتمامهم هو أمر الدنيا
والمعاش ؛ فما ناسبهم من ذلك قبلوه ، وتغاضوا عن سيئاته ، وما لم يناسبهم : ردوه ،
ولو كان محسنا صالحا ، صواما قواما !!
وأما بخصوص الزواج
من الرافضي – الشيعي – فهو زواج باطل ، وهو
مفسوخ شرعاً ؛ ما دام هذا الرجل يعتقد بما في الكافي من الضلال والزندقة .
ويجب عليك وعلى
أهله السعي نحو التفريق بينك وبينه ، وإن لم يتيسر هذا الفسخ : فاطلبوا منه أن يطلِّق
، فإن أبى وليس ثمة من يطبق شرع الله في هذا الزواج : فخالعيه ببذل ما يريد من مال
، كتنازل عن مؤخر الصداق ، أو إرجاع ما دفعه لك ، كله أو بعضه ، وافتدِ نفسكِ منه
.
سئل علماء اللجنة
الدائمة :
قدَّر الله عليَّ
أن تقدم لخطبتي رجل كردي يدَّعي أنه من أهل السنة ، وظاهره الصلاح ، واسمه " حيدر
عبد الحسين الجابري " ، صاحَب والدي بضعة أشهر ، وأقام أثناءها في ضيافة والدي
، وكان خلال هذه الفترة ذا خلق ودِين ، ويبرز نفسه أمام والدي بأنه مِن أهل السنة ،
ويهجم على الشيعة علناً ، ونظراً لما لمسه والدي في الرجل من صلاح وتقوى : وافق والدي
على تزويجي به ، وبعد أن تم عقد النكاح ودخل بي : أعلن أنه ليس من أهل السنَّة ، وإنما
هو شيعي متعصب لمذهبه ، وعندما طلبنا منه أن يعود إلى الإسلام وإلى منهج أهل السنَّة
والجماعة وضايقنا عليه بهذا الشأن : قال : إذا إنني لست سنيّاً ولا شيعيّاً ، بل إنني
( كميونست ) أي : شيوعي ملحد ! .
سماحة المفتي
: سؤالي هو : ما حكم الشرع المطهر في بقائي مع هذا الرجل على هذه الصورة ، لا سيما
أني كرهته بعد أن كشف لنا عن خبث سريرته ، وأنه كان يخدعنا خلال الفترة الماضية ، ويوهمنا
بأنه سنِّي مسلم ، وما هو السبيل للخلاص من هذا العقد ، وكيف أستطيع فسخه والتخلص منه
، خصوصاً أنني أقيم في بلد غير إسلامي ؟ .
فـــــأجـــــابــــــوا :
لا يجوز تزويج
بنات أهل السنَّة من أبناء الشيعة ، ولا من الشيوعيين ، وإذا وقع النكاح : فهو باطل
؛ لأن المعروف عن الشيعة دعاء أهل البيت ، والاستغاثة بهم ، وذلك شرك أكبر ؛ ولأن الشيوعيين
ملحدون لا دين لهم ، وعليك أيتها السائلة الذهاب إلى أهلك ، وعدم تمكينه من نفسك ،
مع الرفع إلى الجهة المسئولة لديكم .
الشيخ عبد العزيز
بن باز , الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ صالح الفوزان
, الشيخ بكر أبو زيد .
" فتاوى اللجنة
الدائمة " ( 18 / 298 – 300 ) .
وعلى هذا فحكم زواج المسلمة من الشيعي حرام
سئلت اللجنة الدائمة
، ما نصه :
أنا من قبيلة تسكن
في الحدود الشمالية ومختلطين نحن وقبائل من العراق ومذهبهم شيعة وثنية يعبدون قببا
ويسمونها بالحسن والحسين وعلي ، وإذا قام أحدهم قال : يا علي يا حسين ، وقد خالطهم
البعض من قبائلنا في النكاح وفي كل الأحوال ، وقد وعظتهم ولم يسمعوا ، وأنا ما عندي
علم أعظهم به ولكني أكره ذلك ولا أخالطهم ، وقد سمعت أن ذبحهم لا يؤكل ، وهؤلاء يأكلون
ذبحهم ولم يتقيدوا ، ونطلب من سماحتكم توضيح الواجب نحو ما ذكرنا ؟
فأجابت اللجنة
:
إذا كان الواقع كما ذكرت من دعائهم عليا والحسن والحسين ونحوهم فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام ، فلا يحل أن نزوجهم المسلمات ، ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم ، ولا يحل لنا أن نأكل من ذبائحهم ، قال الله تعالى : ( وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221 وبالله التوفيق .
انتهى من فتاوى
اللجنة الدائمة (2/264) .
تعليقات
إرسال تعليق